الاثنين، نيسان ١٧، ٢٠٠٦

القومية التركمانية ومرجعيتهم السياسية

كنت واحد من أوائل الكتاب العراقيين العرب الذي تناول قضية القومية التركمانية ومظلوميتها في العراق ولربما كنت الوحيد من
بين الكتاب العراقيين والى اليوم يرفض الوجود الكردي الغازي للأرض الرافدينية الاشورية شمال العراق والتي تمثل القومية التركمانية فيها حضورا بقدم العراق وتأريخه العميق , خاصة عندما عرّفت التركمان أنفسهم بجذرهم العراقي وأصولهم التي تمتدّ الى الاقوام الحيثيّة التي فرضت سلطتها على بعض من الشمال العراقي في مراحل مختلفة من تأريخ العراق , هذا في وقت يعتقد فيه التركمان وسياسيّيهم الاشاوس من انّ وجودهم في العراق يرجع الى عهد الخليفة العباسي المعتصم , وهذا حقيقة تعد واضح على القومية التركمانية في العراق ووجودها التأريخي الذي يفقده الاكراد والاتراك - بمعناه التركي الحديث - أنفسهم في العراق .
لاأحبذّ هنا وفي حديثي هذا النيل من القومية التركمانية التي طالما دافعت عنها ونصرتها ككيان عراقي اصيل الى جانب الاشوريين والعرب في العراق , الا انّ حديثي هنا يتناول المشروع السياسي للأحزاب السياسية التركمانية وقادتها في العراق وتركيا او من هم خارج البلدين .
لقد عانى الشعب التركماني العراقي في العراق مثله مثل باقي مكونات الشعب العراقي ولربما يكون الظلم الذي نزل على تركمان العراق مضاعفا , فهم تحت مطرقة الانظمة الديكتاتورية الاستبدادية الحاكمة في بغداد من جانب ومن جانب آخر هم تحت رحمة التآمر الكردي ونفوذه المستشري على حساب الوجود التركماني والاشوري في شمال العراق .
فالمدن الشمالية العراقية الرافدينية الاصيلة كانت لبضعة عشرات من السنين معروفة بثقلها التركماني والاشوري والعربي شمال العراق , خاصة فيما يتعلق بمدن دهوك الاشورية واربيل الاشورية التركمانية الى الموصل الى الاغلبية التركمانية الواضحة في كركوك .
لقد خضع التركمان والاشوريون في العراق الى تآمر واضح من قبل الدولة العثمانية والكنيسة الكاثوليكية المدعومة من قبل الفاتيكان والتآمر الغربي وهيمنته على مقدرات الشعوب ومصيرها في تشويه الوقع الديمغرافي للشمال العراقي والقوميات الحية فيه , بمن فيهم الاشوريين من ابناء الكنيسة الشرقية القديمة والتي هي امتداد حقيقي للمسيحية ومبادئها الدينية الاولى التي بشر بها سيدنا المسيح عليه السلام .
لقد خضعت الاحزاب التركمانية العراقية الى أيديولوجية تركية بحتة كانت سببا واضحا في تهميش الحقوق التركمانية في العراق , هذه الحقوق الوطنية التي تسبق الوجود المغولي وامتداده الذي فرض هيمنته على بلاد الارمن والاشوريين والعرب والتي تدعى الان بتركيا .
لم أتعرف على حزب سياسي اوحركة وطنية قومية مترددة في الدفاع عن حقوقها الوطنية والقومية كالحركة الحزبية السياسية التركمانية في العراق , كلّ الاحزاب والتيارات الوطنية العراقية لها تمثيل شبه قريب للطموحات القومية والطائفية لشعوبهم وقومياتهم , فهذه الاحزاب العربية الشيعية والاحزاب العربية السنية والاحزاب القومية الكردية الغازية لأرض الاشوريين والتركمان والعرب جلّها تعمل في سبيل انتزاع حقوقها القومية والطائفية في العراق في ظلّ الاحتلال الامريكي الصهيوني للعراق , فقط الاحزاب التركمانية المتفرعة حسب الحال والمحال , فهم في شمال العراق أكراد مع التوجه الكردي والنزعة الكردية - كجزء مما يدعى كردستان - وفي الجانب الاخر هم مع حزب عبد العزيز الحكيم وتوجهه الصفوي في العراق ككيان من ضمن الفيدرالية الشيعية التي يدعوا اليها الحكيم والتي لايمثل فيها التركمان بضعة الوف اذا تفعّلت .
القومية التركمانية العراقية عليها ان ترفع صوتها الوطني العراقي الحقيقي معلنة رفضها لكلّ حزب خائن وكلّ عميل مرتزق يعمل بأسم التركمان العراقيين خاصة في هذه المرحلة وهذا الوقت , وقت يخسر فيه التركمان ارضهم وقراهم ومدنهم الواحدة بعد الاخرى , بدأ من اربيل الى الموصل الى كركوك الى تلعفر وطوز خرماتو , الشعب التركماني العراقي البطل والذي يشهد له تأريخ المسلمين والتأريخ الاوربي والعراقي القديم هو ليس هذا الشعب الذي يقطن الى المسكنة والتخاذل والجبن من أجل ان يترحم عليه الحكيم او الاكراد او تركيا في العيش في وطنه وتقرير مصيره , التركمان العراقيون همّ اعظم من هذا في التأريخ وفي المفهوم البطولي في الدفاع عن ارضهم وفرض سيادتهم عليها , الشعب التركماني والقومية التركمانية مطالبة بتحقيق توازن عسكري ونفوذ سياسي على الارض التركمانية في شمال العراق , سواء كان بالتمرد الثوري او بالطرق الثورية الاخرى التي تؤمن بها حركات التحرر الحي في العالم .
qasimsarhan@yahoo.com
قسم الآراء والمشاراكات العامة
مركز الإعلام التركماني العالمي
Global Turkmen Media Centre