بهروز جباري
منذ عقود طويلة والشعب الكردي المغلوب على أمره عانى ومازال يعاني من مختلف الضغوط الممارسة عليه. تمثلت هذه الضغوط بهضم الحقوق وارتشاف ثرواته، فكانت تارة من قبل الادارات العراقية السالفة وتارة من قبل زعمائهم الاحتكاريين ذوي النفوس الضعيفة التي تطمع بلقمة عيش شعبها المنكوب.
فالوعود المقطوعة على الشعب الكردي من قبل كافة القيادات الكردية وفي مقدمتها قيادتي الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، لم يتم الايفاء بها لحد الآن. الامر الذي يؤدي الى حدوث اضطرابات ومشاكل اجتماعية بين افراد المجتمع الكردي الذي بدأ يعاني من الفقر والجوع والبطالة ما لا يعانيه المواطنون في البلدان الافريقية الفقيرة. فالجامعات ومنذ سنوات تقوم بتخريج الطلبة في أربيل والسليمانية، دون أي مجال للعمل. والذي يجد له عملا لا يكفيه الراتب الذي يتقاضاه، لشراء وقود سيارته أو قنينة واحدة من الغاز في كل شهر لتشغيل طباخه او صفيحة من النفط ليملئ بها مدفئته ويدفئ بها منزله.
فبينما يعاني المواطن من كل هذه المشاكل نرى القياديين في الجانب الآخر منهمكين في جدلهم لاحراز المناصب العليا ذات الرواتب العالية. وتبديل سياراتهم ولاندكروزراتهم بموديلات أحدث دون المبالاة بما يعانيه شعبهم. وقد تسببت الاوضاع هذه الى بروز طبقتين احدها الطبقة الراقية المتشكلة من القياديين وكبار المسؤولين في الحكومة الاقليمية والاحزاب الكردستانية والاخرى الطبقة المغلوبة على أمرها والمتشكلة من المواطنين الذين ضحوا بكل غال ونفيس لديهم من اجل احزابهم وقيادييهم، آملين ان تعود عليهم بالنفع مستقبلاً. لكنهم فوجئوا بخيبة أمل حيث لم يكن زعماؤهم السياسيون عند حسن ظنهم.
بعد كل هذه السنوات المريرة التي عاناه الشعب الكردي في العراق، وبعد ان تقبل جميع الالاعيب السياسية التي لعبت عليه وبعد ان ادرك استخدامه من قبل العديد من القوى والبلدان من أجل مصالحها، جائته الضربة الكبرى عندما فوجئ بخدعة قيادييه، تلك الخدعة التي أصابته بالانهيار النفسي عندما وجد نفسه بين مطرقة وسندان زعمائه. وقد انفجرت كبت مشاعره طيلة هذه الفترة، احيانا باحداث ومشاكل اجتماعية فردية لدى الاسر، واحياناً اخرى باعمال عنف وتظاهرات احتجاج واستنكار جماعية. فمنهم من قتل والدته وشقيقته في منزله كما حدث ذلك خلال الاسابيع المنصرمة في دهوك من قبل شاب في الثلاثين من عمره كان يعيش اوضاعاً معيشية ضعيفة ويعاني من مرض نفسي جراء ذلك. ومنهم من حاول تفجير نفسه في عملية انتحارية خلال احتفالات احياء الذكرى الـ 18 لحلبجة. إلا ان أكثر هذه الانعكاسات جديةً تلك التظاهرات الاستنكارية التي حدثت خلال الايام المنصرمة في حلبجة وامام النصب التذكاري لشهداء حلبجة الذين راحوا ضحية إقدام النظام العراقي السابق بقصف البلدة بالاسلحة الكيمياوية ابان مجزرة عام 1988. وقد احتج المتظاهرون مطالبين باعمار المدينة، إلا ان الحالة النفسية والمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها افراد الشعب حالت دون سيطرة الشبان على انفسهم فانهالوا يدمرون نصب شهدائهم التذكاري ومقابرهم ثم اضرموا النار فيه، مما ادى ذلك الى مقتل شخصين واصابة 11 آخرين في الاحداث.
وان شهدت الاحداث تعتيماً اعلامياً في المنطقة إلا ان هذه التظاهرة جاءت بمثابة انذار الى القيادات الكردية لتدبر حالها وتراعي مواطنيها بدلا من التنافس في الحصول على اعلى وافضل المناصب. وتم تلقيها كانعكاسة لما يعانيه الشعب من خيبة أمل تجاه قيادييه، وإشارة واضحة للانهيار النفسي والاجتماعي لدى الشعب.
والآن فقد حان الوقت ليقول الشعب الكردي لمثل هؤلاء اللصوص والخونة كفى ظلماً بنا..! نعم لقد آن الاوان لنضع يداً بيد وننادي لقد حان الوقت لتكون السيادة للشعب فقط وليس لكم يا أصحاب المصالح وياسكنة القصور الرئاسية..
مركز الإعلام التركماني العالمي
Global Turkmen Media Centre
منذ عقود طويلة والشعب الكردي المغلوب على أمره عانى ومازال يعاني من مختلف الضغوط الممارسة عليه. تمثلت هذه الضغوط بهضم الحقوق وارتشاف ثرواته، فكانت تارة من قبل الادارات العراقية السالفة وتارة من قبل زعمائهم الاحتكاريين ذوي النفوس الضعيفة التي تطمع بلقمة عيش شعبها المنكوب.
فالوعود المقطوعة على الشعب الكردي من قبل كافة القيادات الكردية وفي مقدمتها قيادتي الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، لم يتم الايفاء بها لحد الآن. الامر الذي يؤدي الى حدوث اضطرابات ومشاكل اجتماعية بين افراد المجتمع الكردي الذي بدأ يعاني من الفقر والجوع والبطالة ما لا يعانيه المواطنون في البلدان الافريقية الفقيرة. فالجامعات ومنذ سنوات تقوم بتخريج الطلبة في أربيل والسليمانية، دون أي مجال للعمل. والذي يجد له عملا لا يكفيه الراتب الذي يتقاضاه، لشراء وقود سيارته أو قنينة واحدة من الغاز في كل شهر لتشغيل طباخه او صفيحة من النفط ليملئ بها مدفئته ويدفئ بها منزله.
فبينما يعاني المواطن من كل هذه المشاكل نرى القياديين في الجانب الآخر منهمكين في جدلهم لاحراز المناصب العليا ذات الرواتب العالية. وتبديل سياراتهم ولاندكروزراتهم بموديلات أحدث دون المبالاة بما يعانيه شعبهم. وقد تسببت الاوضاع هذه الى بروز طبقتين احدها الطبقة الراقية المتشكلة من القياديين وكبار المسؤولين في الحكومة الاقليمية والاحزاب الكردستانية والاخرى الطبقة المغلوبة على أمرها والمتشكلة من المواطنين الذين ضحوا بكل غال ونفيس لديهم من اجل احزابهم وقيادييهم، آملين ان تعود عليهم بالنفع مستقبلاً. لكنهم فوجئوا بخيبة أمل حيث لم يكن زعماؤهم السياسيون عند حسن ظنهم.
بعد كل هذه السنوات المريرة التي عاناه الشعب الكردي في العراق، وبعد ان تقبل جميع الالاعيب السياسية التي لعبت عليه وبعد ان ادرك استخدامه من قبل العديد من القوى والبلدان من أجل مصالحها، جائته الضربة الكبرى عندما فوجئ بخدعة قيادييه، تلك الخدعة التي أصابته بالانهيار النفسي عندما وجد نفسه بين مطرقة وسندان زعمائه. وقد انفجرت كبت مشاعره طيلة هذه الفترة، احيانا باحداث ومشاكل اجتماعية فردية لدى الاسر، واحياناً اخرى باعمال عنف وتظاهرات احتجاج واستنكار جماعية. فمنهم من قتل والدته وشقيقته في منزله كما حدث ذلك خلال الاسابيع المنصرمة في دهوك من قبل شاب في الثلاثين من عمره كان يعيش اوضاعاً معيشية ضعيفة ويعاني من مرض نفسي جراء ذلك. ومنهم من حاول تفجير نفسه في عملية انتحارية خلال احتفالات احياء الذكرى الـ 18 لحلبجة. إلا ان أكثر هذه الانعكاسات جديةً تلك التظاهرات الاستنكارية التي حدثت خلال الايام المنصرمة في حلبجة وامام النصب التذكاري لشهداء حلبجة الذين راحوا ضحية إقدام النظام العراقي السابق بقصف البلدة بالاسلحة الكيمياوية ابان مجزرة عام 1988. وقد احتج المتظاهرون مطالبين باعمار المدينة، إلا ان الحالة النفسية والمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها افراد الشعب حالت دون سيطرة الشبان على انفسهم فانهالوا يدمرون نصب شهدائهم التذكاري ومقابرهم ثم اضرموا النار فيه، مما ادى ذلك الى مقتل شخصين واصابة 11 آخرين في الاحداث.
وان شهدت الاحداث تعتيماً اعلامياً في المنطقة إلا ان هذه التظاهرة جاءت بمثابة انذار الى القيادات الكردية لتدبر حالها وتراعي مواطنيها بدلا من التنافس في الحصول على اعلى وافضل المناصب. وتم تلقيها كانعكاسة لما يعانيه الشعب من خيبة أمل تجاه قيادييه، وإشارة واضحة للانهيار النفسي والاجتماعي لدى الشعب.
والآن فقد حان الوقت ليقول الشعب الكردي لمثل هؤلاء اللصوص والخونة كفى ظلماً بنا..! نعم لقد آن الاوان لنضع يداً بيد وننادي لقد حان الوقت لتكون السيادة للشعب فقط وليس لكم يا أصحاب المصالح وياسكنة القصور الرئاسية..
مركز الإعلام التركماني العالمي
Global Turkmen Media Centre