السبت، نيسان ٠٨، ٢٠٠٦

ماهي ضرورة إعتراف تركيا بالبرزاني؟

طالب العسل

ليس بخافٍ على احد مدى حُب اكراد الحزبين للسلطه, تلك السلطه التي يتقاتل عليها الجميع ولن يترك احدهم الفرصه تفوته في كسب بضعة دنانير او دولارات على حساب شعبه الذي ناضل من اجله في السابق كما يَدَّعون ووعد احدهم المساكين خيراً حين يتسلم زمام الأمور وانه وماله وعياله فداء للوطن وللشعب ليتضح بعدها كم هو رخيص الكلام.
ان نظره مُتفحصه لتأريخ اكراد الحزبين يُبين لنا مدى حب المال والسلطه التي تطغى على كل شيئ بل وتزيح مايقف امامها بقسوه مثل ماحدث من معارك وقتال بين الطالباني والبرزاني تلك المعارك المشهوره والغير مبرره والتي كانت عاراً على كل من شارك بها بل العار على كل من لازال يؤمن بهؤلاء وبإخلاصهم, حيث ان البعض يؤله هؤلاء اما عن جهل او سذاجه او مصلحه وكأن الشعب الكردي خالٍ من الوطنيين الذين تم اختزالهم ببضعة اشخاص ليس همهم سوى السلطه التي سمحت لهم بتكديس الأموال واصبحوا هم وعوائلهم واقربائهم ومعاونيهم من كبار الأغنياء في وقت قياسي جداً حيث كانوا في الجبال لايملكون شروى نقير واصبحوا على ماهم عليه الآن.
في اجتماعاته مع الأتراك أكد مسعود البرزاني انه لايستطيع إزاحة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتواجدون في شمال العراق في المنطقه الخاضعه تحت سيطرته لأن كبار قادتهم يتمركزون هناك وإن الأمر بيد الأمريكان لابيده, كما ان هناك اكراد من سوريا وايران يقاتلون الى جانب حزب العمال الكردستاني.
ولو كان الأمر بيد الأمريكان فما هو عمل مسعود وموقعه في الدوله؟ ولماذا يطلق على الأمريكيين صفة المحررين في حين لايستطيع البت في مثل هكذا امور سياديه بحته؟
هل عمله وعمل اعوانه هو ملئ الجيوب فقط؟
وماهو عمل البيشمركه التي تم لها تأسيس وزاره خاصه ورئاسة اركان وبميزانيه ضخمه؟
ولماذا لم يستطع البيشمركه منع دخول اكراد سوريه وايران للعمل مع حزب العمال الكردستاني؟
اليس وجود هؤلاء على الأراضي العراقيه هو انتقاص آخر للسياده التي انتُقصت أصلاً بدخول الامريكي المحتل؟
ولماذا لايشعر البرزاني بالعار لوجود من يهدد سلامة الآخرين في مناطق سيطرته دون ان يقدر على منع هذا التهديد؟
لقد حاول البرزاني وبكل الطرق كسب اعتراف تركيا به وقَدَّم التنازلات تلو التنازلات فقط لأجل كسب هذا الإعتراف, انه لايحلم بشيئ سوى السلطه والمال, ومع السلطه والمال كسب هذا الرجل الدنيا بنعيمها ولكن العار لابد ان يلاحقه لتفريطه بكل شيئ ولتقديمه التنازلات لأجل الكرسي الغالي الثمن, وقد حاول رشوة تركيا مقابل الإعتراف به كرئيس لإقليم كردستان العراق من خلال استلام تركيا للإقليم بكل مافيه سواء من تأسيس المصرف المركزي وتأسيس البنى التحتيه والمياه والبناء والصناعه بل كل شيئ, ولربما سيُسمح لهم بإتخاذ القرارات مقابل اعترافهم هذا, ولم لا؟ فإن نقصان السياده ليس بالشيئ المهم فالسياده مُنتقصه الآن بحول وقوة الامريكان وهي مُنتقصه مستقبلاً مع الأتراك ولكن المهم في الحالتين انه يُدعى رئيس الأقليم.
واوضح البرزاني انه لايمكن للكردي ان يقاتل الكردي في اشاره الى انه لايمكن زج قواته في محاربة حزب العمال الكردستاني متناسياً عن عمد مقاتلته لنفس الحزب في اواسط التسعينات حينما كانوا تحت سيطرته حيث طردهم الى مناطق سيطرة جلال الطالباني الذي احتواهم بدورهِ نكاية بمسعود ليطردهم هو الآخر بعد معارك عديده.
وتناسى مسعود قتاله لجماعة الطالباني في حرب ام الكمارك "الفضيحه الكبرى", ونسي قتاله لعشيرة السورجي وغيرها من الفضائح والتي تدل على عدم صدق وصحة كلام مسعود في عدم امكانية قتال الكردي للكردي.
واقترح مسعود على الأتراك اصدار عفو عن المقاتلين التابعين للحزب المذكور والذين يُقدر عددهم ببضعة آلاف ومعظمهم من اصل سوري وايراني ليتبقى حسب تقدير البرزاني حوالي خمسمائة مقاتل يمكن توزيعهم على عدة اماكن مثل لبنان!!!
لماذا لبنان؟ ولماذا دوله عربيه؟ هل ليأتي يوم بعد ان يتناسلوا ويصبح اعدادهم بالآلاف لينادوا بكردستانية لبنان؟؟؟
ان تواجد الكرد في مناطق معينه وتكاثرهم بها يعطيهم الحق من وجهة نظرهم في احتلال الأرض كما حصل في دهوك واربيل وكركوك والآن بعض اجزاء الموصل والكوت وديالى وهم في طريقهم لإبتلاع العراق برمته, ولامانع لديهم بعد سنين من ان يتحولوا الى فيدراليه في المانيا مثلاً او يطالبوا بحق تقرير المصير حيث وصلت اعدادهم هناك بالملايين وليتذكر مقالي هذا حينها من يكون على قيد الحياة وان غداً لناظره قريب.
كما لقد سمعنا اخيراً من يذكر مصطلح اكراد الكويت او اكراد الخليج في اشارة ترمي للمستقبل ربما لضم دول الخليج العربي الى كردستان ويتم حينها تحويل اسم الخليج الى الخليج الكردي وهنا يتم الفصل في النزاع بين ايران والعرب في تسمية الخليج حيث لافارسي ولاعربي.
حلم الدوله الكرديه ليس سوى غطاء لطريق المال والسلطه ومادام المال والسلطه متوفران الآن وبدون قيام تلك الدوله فلم يتبق هناك من داعٍ لقيامها خصوصاً اذا ماجلبت في طريقها المشاكل وعدم الإستقرار, والمهمه الآن هي تهدئه الشارع الكردي وحقنه بالفاليوم ذلك الشعب الذي شُحذت هممه اصلاً بمواضيع الإستقلال والحريه واوهموه بأوهام ليس لها من طائل حيث هذه مشكله تواجه الساسه الكرد, فبعد وعودهم للكرد بدوله واستقلال من خلال ايهامهم بحقهم في هذا اكتشفوا صعوبة تحقيق ذلك ولو بأدنى الدرجات بالرغم من كل ماعملوه من تقديم تنازلات وبالرغم من صفة العماله التي لصقت بهم لتذبذبهم بين هذا وذاك, ولكن الأعذار رغم كل شيئ جاهزه والحجج الواهيه متوفره والمُصدقون على اهبة الإستعداد للتصديق بالأكاذيب والتبريرات الجديده وهنيئاً للجميع بهكذا قاده وهكذا كردستان.
قسم الآراء والمشاركاتمركز الإعلام التركماني العالمي
Global Turkmen Media Centre