أوميد كوبرولو
في كل يوم يمر علينا نفقد في بلدنا الحبيب العراق العظيم واحدا أو أكثر من أعزائنا وأحبائنا الذين يؤلمنا فراقهم كثيرا ونتمنى أن نموت بدلا عنهم. لأننا نعيش ونناضل ونجاهد من أجلهم ومن أجل مستقبلهم الزاهر الذي تمنيناه معا. ذلك المستقبل الذي لطخه المحتلين وعملائهم المرتزقة بدماء أبناء العراق الأبرياء. ففي الأمس فقدنا أعزائنا السياسيين والأساتذة والمفكرين ورجال العلم والقادة العسكريين. وفي الأمس ودعنا إلى مثواهم الأخير زملائنا الصحفيين والإعلاميين. وفي الأمس أيضا سلمنا إلى ملائكة الرحمن براعمنا الصغار الذين لم يبتسموا للحياة ولم يذوقوا طعم الحرية والديمقراطية بعد واليوم ها نودع شابا يافعا من أحبائنا الأعزاء. كان وطنيا ومناضلا من أجل قضيته التركمانية مثل أباه الشاعر الذي أمضى حياته في النضال من أجل حقوق الشعب التركماني المغتصبة من قبل أنظمة العراق كافة. هذا الفتى الشاب أصغر أبناء الشاعر صابر رؤوف دميرجي شارك مع أباه وأشقاءه في كافة المسيرات التركمانية التي جرت للمطالبة برفع الغبن والتجاهل والتهميش عن التركمان والاعتراف بحقوقهم الشرعية واعتبارهم من المكونات الرئيسية في البلاد حالهم حال العرب والكرد.
لكن الانتحاري الذي فجر نفسه في مجلس العزاء الذي أقيم لقتيلي الميليشيات الكردية في حي غرناطة بكركوك والذين قتلا نتيجة إطلاق العيارات النارية عليهم من قبل أفراد مجهولين لم يقتل أقارب ومعارف القتيلين فقط وبل الانفجار أدى إلى تدمير منزل الشاعر التركماني الكبير صابر رؤوف دميرجي قرب الدار الذي أقيم فيه مجلس العزاء واستشهاد نجل الشاعر محمد وإصابة ولداه أرشان وسزر بجروح بليغة وعلى أثره نقلوا إلى مستشفى كركوك. مع التمنيات بالشفاء العاجل لبقية أفراد عائلته رحم الله فقيدنا الشاب الشهيد وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين وألهم والده الشاعر الكبير وأفراد عائلته وأقاربه وأبناء شعبه المزيد من الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.