الثلاثاء، تشرين الأول ١٠، ٢٠٠٦

مشروع تفعيل طاقات الأدباء والمبدعين


بسم الله الرحمن الرحيم
السادة رئيس وأعضاء مجلس النواب الموقرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع : مشروع تفعيل طاقات الأدباء والمبدعين
لاشك في أن ما يمر به بلدنا العزيز من مآسٍ، وما تحيط به من أخطار، يتطلب أن تتآزر كل القوى وتُستغل كل الطاقات، القادرة على إيقاف نزيف الشعب، وهدر طاقاته وثرواته البشرية والاقتصادية والجغرافية، فضلا عن السياسية، التي يقف الوضع الأمني المتفجر عائقا دون استكمال شروطها التي تضمن إعادة الدور المؤثر للعراق سواء على مستوى الوطن والتحرر الكامل من كل وصاية، مهما كانت ولأي أسباب وجدت، أو على مستوى التأثير في المنطقة والعالم أجمع، إذ لا يخفى عليكم أن ما يمارسه العراق من دور قد انحسر سياسيا إلى الحد الذي لا يجعل له تأثيرا يذكر، بل أصبح موضعا للتدخل السياسي من هذا الطرف أو ذاك، بدافع العمل على إخراجه مما لحق، ويلحق به، من أذى وتدمير.
ويحق لنا هنا أن نتساءل: إلى متى يبقى العراق محروما من ممارسة دوره الحضاري قياسا بما يملك من إمكانيات هائلة على جميع الأصعدة ؟ وإذا كان عهد الدكتاتورية، بأخطائه الكارثية، قد حرمه من كثير من إمكانياته وتأثيره الإقليمي والدولي، ألا نتحمل نحن الآن جزءا من تعطيل كامل طاقات البلد إذا قنعنا بما هو حد الكفاف من توفير الأمن وسبل المعيشة الدنيا للعراقيين الذين نمثلهم ؟ ومن عوامل التأثير التي تسند التأثير السياسي، وتعمل على تكريس أثره البنَّاء في الداخل والخارج، تفعيل طاقات النخب الثقافية والإبداعية، وتمكينها من ممارسة دورها الحضاري.
ولقربي من هذه الشريحة المهمة، المتمثلة بالأدباء والمبدعين والفنانين والإعلاميين، وبقية صنوف المثقفين أتقدم بهذا المشروع الوطني، راجيا أن يجد الاهتمام الموازي لأهميته من جهة، وأن يغنى بالاقتراحات والعوامل التي تذلل ما يحول دون نجاحه من جهة أخرى، وذلك إسنادا لمشروع المصالحة الكبرى، الذي تعمل أركان الدولة جميعا لإنجاحه، وجني ثماره المباركة، ممثلة بمبادرة دولة رئيس الوزراء ومجلس الوزراء، وبمباركة فخامة رئيس الجمهورية والهيأة الرئاسية وإسناد رئاسة مجلس النواب وأعضائه. وهذا المشروع الساند يتمثل بما يأتي :
إنشاء هيأة برلمانية تعنى بتوجيه الطاقات الإبداعية نحو تكوين ثقافة وطنية يمكن أن تخلق أرضية صلبة لتوحيد العراقيين على تعدد ثقافاتهم انسجاما مع واقع التحول الديمقراطي الذي يشهده الوطن، وضرورة مقاومة عوامل التفرقة وفقدان الثقة التي زرعت بين مكوناته .
التنسيق مع وزارة الثقافة ـ ذات الحيز المحدود في التأثير حاليا ـ والاتحادات والنقابات الراسخة، ذات التاريخ والحضور المؤثر، فضلا عن الناشطين من المبدعين لتيسير عمل هذه الهيأة، التي لابد أن تكون مشتركة .
الاهتمام بشؤون المميزين والفاعلين من الأدباء والمبدعين ودعمهم، بطرق مختلفة، ولاسيما بتخصيص رواتب أسوة بما هو معمول به في إقليم كردستان العراق، ورفع الحيف الذي يشعرون به من هذه الناحية ـ إذ لا يشعرون بالمساواة من هذه الناحية ـ أو العمل على إيجاد نظام للمكافآت المجزية التي توفر لهم حدا معقولا من الكفاية الاقتصادية، لأداء مثل هذه المهمة، إضافة إلى أداء دورهم كمبدعين يمثلون رصيد العراق الحضاري .
العمل على توفير وسائل النشر التي تحتضن نتاجات هؤلاء المبدعين، لتكون شاهدا على أهمية التجربة العراقية وقدرتها على تجاوز عقبات الإخفاق في إيجاد تقاليد ثقافية راسخة والعمل على تكريس نهضة أدبية وفكرية تناسب خصوصية العراق وتعدد مكوناته الدينية والحضارية والقومية والاجتماعية ومن ثم الفكرية والثقافية .
العمل على إيجاد عناصر اللحمة بين أبناء الشعب عن طريق ضمان التواصل بين النخب الثقافية التي تمثل مكوناته عن طريق إقامة الملتقيات والمؤتمرات في كل بقاع العراق محافظاتٍ وأقاليم .
العمل على إيجاد جبهة ثقافية موحدة لصد الدعوات لتي تريد النيل من وحدة العراقيين وسلامة وطنهم وللوقوف بوجه الجهود الإعلامية والتثقيفية التي تريد زرع التفتن بين العراقيين وتقسيمهم للتمهيد لتفتيت وحدة البلد على كل الأصعدة، فضلا عن أن مثل هذه الجبهة يمكن أن تعمل على إيضاح أبعاد التجربة العراقية وخصوصيتها الدستورية المتميزة في الداخل والخارج .
العمل على تنظيم وفود ثقافية بالتعاون مع الدول العربية والعالمية للتواصل مع تجارب العالم من جهة ورفع الغشاوة التي تضلل من ينظرون بريبة للنظام الدستوري والتجربة الديمقراطية في العراق، وعزل الأصوات التي تساند الإرهاب أو النظام المنهار عن التأثر في الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي .
السعي إلى اختيار العناصر الفاعلة لتكون عونا في العمل الدبلوماسي، عن طريق الإفادة منهم في الملحقيات الثقافية في سفاراتنا، على وفق مبدأ الكفاءة النزاهة، وضمان التفاعل بين النخب الثقافية والنخب السياسية في خدمة الوطن .
الانتباه إلى الأثر السلبي الذي يمثله الفشل في تحقيق شروط نجاح اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية، وذلك عام 2009، لذا ينبغي العمل على إيجاد ما يكرس إنجاح هذا العمل المهم ماديا ومعنويا .
وتفضلوا بقبول وافر التقدير والاحترام
عضو مجلس النواب
فوزي أكرم ترزي

9/10/2006