اختتم يوم 10 اذار في عاصمة اذربايجان (باكو) المؤتمر الاول للاتراك والتي اقيمت تحت شعار (دولتان وشعب واحد ) بمشارك الدول الناطقة باللغة التركية فضلا عن وفد كبير من تركمان العراق وممثلي مؤسسات المجتمع المدني للشعوب التركية .
الاجتماع التحضري للمؤتمر بدأ اعماله يوم الخميس 8 اذار اذ قدم السيد ناظم جعفروف وزير المغتربين كلمة الافتتاح مرحبا في بداية حديثه بالحصور مشيرا الى ان التحديات تزداد يوما بعد اخر ويتطلب من المجتمعات ان توحد صفوفها لمواجهة تبعاتها ، وبخصوص الشعب التركماني في العراق اكد السيد الوزير على ضرورة مد يد العون لهم ، مؤكدا ان الشعب التركماني في العراق من حقه ان يحصل على الحقوق التي يتمتع بها القوميات العربية والكردية مضيفا ان الشعب الاذربايجاني يقف الى اخيه الشعب التركمان في محنته.
كلمة الوفد التركماني قدمها الدكتور ايدن بياتلي مقدما شكره وامتنانه الى الحكومة والشعب الاذربايجاني ، معربا عن سعادة الوفد التركماني لهذه الدعوة ،
بعدها قدم بياتلي عرضا شاملا للمظالم التي يتعرض لها الشعب التركماني في العراق الى جانب الماسي والتجاوزات اللانسانية التي ترتكب بحقهم والتي تزداد يوما بعد اخر ، وتطرق بياتلي الى محاولات الاحزاب الكردية المستمرة على تغيير ديموغرافية مدن التركمان من خلال زج الالاف من المواطنين الاكراد المدن الشمالية في العراق وخارجها لتوطينها في هذه المدن وعلى راسها مدينة كركوك التي تعيش اليوم على فوهة بركان بسبب اصرار الاكراد على اجراء الاستفتاء لمصيرها، وناشد الحاضرين في السعي لايجاد الوسائل الممكنة لمساعدة الشعب التركماني لاسترداد حقوقه و افشال الحطط الرامية الى ضياع مدينة كركوك ، قائلا ان مسألة كركوك لاتعني التركمان في العراق فقط بل هي مسالة جميع اتراك العالم، وان القضية التركمانية هي كقضية قره باغ وقبرص، حظيت كلمة بياتلي اعجاب الحاضرين التي قوبلت بالتصفيق الحار والتاييد المطلق .
بحضور رئيس وزراء اذربايجان السيد حيدر علييف افتتح المؤتمر اعماله يوم الجمعة 10 اذار اذ قدم كلمة بهذه المناسبة عبر فيها عن ايمانه المطلق بان الشعوب التركية وحدة واحدة رغم وجودها في دول متعددة داعيا الى اتباع السبل الكفيلة لوحدة الشعوب الناطقة بالتركية مطالبا استعادة الاراضي المحتلة لهذه الشعوب التي قسم منها مازالت مغتصبة من قبل الاخرين ومنها الاراضي الاذرباجانية في قره باغ.
وقدم السيد رجب طيب اردوغان كلمة الجمهورية التركية التي عبر فيها عن تاييدها عما ذهب اليه الرئيس الاذربايجاني ، مضيفا ان الحكومات عليها ان تعطي الحقوق المشروعة للمواطنين الاتراك الذين يعيشون على اراضيها ، وبخصوص العراق اوضح اردوغان ان تركيا قدمت الكثير للعراق باعتبارها دولة جارة وساهمت اجل الاستقرار و حفظ الامن، وعملت من اجل بقاءه عراقا موحداارضا وشعبا ،وستبقى كذلك على الدوام ، معبرا عن رفضه لما يتعرض له التركمان في هذا البلد من اضطهاد ومحاولات البعض المستمرة لتهميش دورهم السياسي ، وناشد الحكومة العراقية لاتخاذ مايجب العمل به من اجل استحصال التركمان على الحقوق نفسها التي يتمتع بها الاخرون .
وقدم السيد رئيس جمهورية قبرص التركية محمد علي طلعت كلمة عرض فيها المظالم التي عاشتها اتراك قبرص تحت الحكم اليوناني ،وما ال اليه الوضع بعد الاستقلال ، مطالبا اعادة الاراضي التي مازالت تسيطر عليها الحكومة اليونانية والعائدة الى الاتراك .
وتبعت ذلك تقديم الكلمات لممثلي الدول المشاركة تباعا متفقين على ان الدور الريادي لاذربايجان وتركيا مهمة لايجاد اواصر العمل الوحدوي بين هذه الدول بما يفيد مستقبل شعوبها.
بعدها عقد في قاعة المؤتمرات في فندق بارك ان اجتماع للوفود المشاركة قدم فيه الدكتور مصطفى ضياء من الوفد التركماني كلمة موجزة شرح فيها ابعاد المؤامرة التي تحاك حول كركوك معتبرا اياها بانها مسألة قومية بالدرجة الاساس فعلى الدول الناطقة بالتركية مثل اذربايجان وتركيا القيام بدور فعال من اجل مساعدة الشعب التركماني ومدنهم في العراق ، مقدما وثيقة رسمية باسم التركمان تتضمن المطالب المشروعة الى المؤتمر.
عقد الوفد التركماني المؤلف من د. ايدن بياتلي و د. مصطفى ضيا وموفق سلمان وفاتح جان تورك وعبدالرحمن قيزل اي وكوجلي اوجي وشكران قياجي وعاصف سرت توركمن و غانم عثمان و د.حسن ايدنلي وكمال بياتلي واورهان كتانه وارشد الصالحي وجنيد اوجي ومحمد صمانجي ود. يشار عزت وعقيلته ،عقد لقاءات متعددة مع القنوان التلفزيونية التي كانت تغطي المؤتمر اذ اوضح الدكتور ايدن بياتلي من خلال الاعلام الصورة القاتمة للسياسة في العراق والوضع المزري الذي يعيشه التركمان هذه الايام بعد ما عان الاضطهاد في عقود مضت. مقدما امتنانه وشكرة للقائمين في المؤتمر .
وقدم السيد موفق سلمان ممثل حزب تركمن ايلي خلال لقاء اجرته معه القناة الاوزبكستانية باللغة الانكليزية شكره للحكومة الاذربايجانية بدءا برئيس الدولة وصولا الى شعبه الوفي متطرقا الى الجوانب الايجابية لهذا المؤتمر الذي يعد تجمع تركي مساند للتركمن وبيان وجهة نظرهم من قبل ممثليهم لايصال معناتهم الى القنوات السياسية ليكون للتركمن وجود في الساحة العراقية والدولية.
اقيمت على شرف الوفود المشاركة حفلة عشاء من قبل رئيس الجمهورية التي تخللتها حفلة غنائية راقصة من الفلكور والفن الاذربيجاني ، ومن ابرز المشاركين المطربة المشهورة (ازرين)اذ قدمت اغاني رائعة من الفلكلور الاذربيجاني اطربت الحاضرين ، وعمت القاعة بالهتافات الحماسية عندما رفعت علم التركمان وهي على المسرح تغني ليهيج مشاعر الحاضرين الذين عبروا عن اعجابهم وامتنانهم من خلال الورود التي بدأت تتساقط على المسرح ، ولم تغب الشعارات الحماسية والقومية التي اطلقها الحاضرين تعبيرا لتضامنهم مع القضية التركمانية.
في اليوم الاخير لبى الوفد التركماني دعوة الكاتب والاديب والشاعر البروفسور غظنفر باشاييف الذي حضر الدعوة عدد من رؤساء الصحف والكتاب فضلا عن عضوة البرلمان الاذربيجاني التي قدمت كلمة بهذه المناسبة، بدأت بالترحيب بالضيوف مؤكدة على الاخوة والصداقة التي تربط الشعبين الاذري والتركماني ، مضيفة كلمات يعجز انسان وصفها ، تلك العبارات الجميلة والرقيقة النابعة من انسان اصيل تملؤها حب المشاعر القومية للتركمان ، مؤكدة ان قضية كركوك هي قضية اذربايجانية مثلما هي قضية تركمانية .
اما الدكتور غظنفر باشاييف فقد اكد على ضرورة المثابرة والعمل الجاد من اجل القضية القومية مشيرا الى عمق جذور الترابط بين الشعب التركماني في العراق والاذريين ، فالتاريخ والثقافة والشعر والدين شهود على ذلك.
في نهاية اللقاء قدمت عضوة البرلمان الاذربيجاني قرينة الباشاييف هدايا تذكارية للوفد التركماني تعبيرا عن حبها وتقديرها لهذا الشعب الاصيل.
صاحب هذا اللقاء لقاء مع مدير الاذاعة والتلفزيون السيد اسماعيل ابراهيموف جمعه مع الوفد التركماني و الدكتور غظنفر باشاييف ، اذ قدم السيد ابراهيموف شكره للوفد مقدما استعداده لتقديم مايمكن تقديمه للتركمان في مجال الاعلام للمساهمة في تطوير الاعلام التركماني، وتم بث برنامج على هامش المؤتمر باستضافة السادة اورهان كتانة وغانم عثمان وموفق سلمان وعاصف سرت توركمن ود. حسن ايدنلي وارشد الصالحي لنقل صوت التركمان الى الشارع الاذربيجاني تحت اسم ( القضية التركمانية).
هذا وقد غطت فضائية توركمن ايلي احداث المؤتمر اذ قدم الوفد التركماني شكره الجزيل لعملها الجاد والمثابرة في تغطية فعاليات المؤتمر لنقلها الى الشعب التركماني في داخل العراق